المحيطات البحرية

تتراكم الادلة العلمية التي تبين أن إنشاء شبكات موسعة من المحميات البحرية الضرورية لحماية الأحياء البحرية ومواطنها، والتي تشكل اداة اساسية لقلب التدهور الحاصل في مصائد الاسماك العالمية وعكسه. وتفيد المحميات البحرية مصائد الأسماك المجاورة لها من خلال "الفائض" عندها من الأسماك الكبيرة والصغيرة، وبيوض ويرقات الانواع الاخرى التي تخرج من حدود المحميات. اما في داخل المحميات، فتزداد احجام الكائنات الحية ويعيش أفرادها حياة أطول، كما تطور قدرة اكبر على التكاثر.
المحميات البحرية كفيلة بافادة الأنواع المهاجرة الى درجة كبيرة مثل أسماك القرش والتن والخرمان ذو المنقار الطويل، لا سيما عند إنشاء المحميات في أماكن حساسة كمناطق رعايتها لصغارها أو وضع البيض أو أماكن تجمعها وغذائها كالجبال البحرية. </SPAN>
ما يقصد بالمحميات البحرية الموسعة هو مناطق مغلقة أمام كافة النشاطات الخاصة باستخراج أي شيء منها مثل صيد الأسماك والتعدين وكذلك أمام الأنشطة الخاصة بالتخلص من النفايات. وتضم هذه الانحاء مناطق مركزية تحظر فيها أية أنشطة بشرية، مثل تلك التي تقوم بدور مناطق ذات مرجعية علمية أو تحوي مواطن حساسة.</SPAN>
ويمكن فتح بعض الاماكن في المنطقة الساحلية امام شركات صيد الاسماك على نطاق ضيق شرط استخدامها وسائل مستدامة رشيدة للصيد تحترم القيود البيئية وأن يتخذ القرار في هذا الشأن بمشاركة كاملة من المجتمعات المحلية المعنية بالأمر. </SPAN>
لا تعنى المحميات البحرية فقط بصيد الاسماك المفرط، ولو ان المحافظة على مخزون الاسماك هو من اهم اهداف المحميات تلك. فهي تعتبر بشكل مطّرد وسيلة أساسية عالمية لحماية البيئة البحرية من اخطار كثيرة، منها التلوث – الذي يسببه بوجه خاص التخلص من النفايات (نفايات المواد المشعة، والذخائر، وثاني أكسيد الكربون).</SPAN>
أهمية المحميات البحرية

يزداد الاعتراف تدريجياً بالمحميات البحرية على أنها النوع اللازم من المناطق البحرية المحمية التي توفر مستوى الحماية الضروري لضمان استعادة واستمرارية السلامة والإنتاجية في بحار العالم ومحيطاته. وفي تصريح بالإجماع حول منافع المحميات البحرية، ذكر الاتحاد الأميركي لتطور العلوم أن "الحماية الكاملة (التي تتطلب عادة تطبيقاً ملائماً ومشاركة عامة) تُعتبر جوهرية لتحقيق هذه المجموعة المتكاملة من المنافع. فالمناطق البحرية المحمية لا تقدم المنافع ذاتها التي توفرها المحميات البحرية"89. ويوصي المؤتمر العالمي للحدائق بضرورة إنشاء نظام عالمي يدار بشكل فعال، وتطوير شبكات مهمة من المناطق البحرية المحمية بحلول العام 2012. وتشكل المناطق المحمية بشكل مطلق القاعدة الأساسية لهذه الشبكة، فيما يوصي المجلس بضرورة تأمين حماية كاملة لما لا يقل عن 20-30 في المائة من البحار والمحيطات في العالم.
يمكن أيضاً للمحميات البحرية استعادة توازن الأنظمة البيئية المفقود جراء نشاطات الإنسان. على سبيل المثال، يمكن لصيد الأنواع المستهدفة أن يخل بتوازن علاقة الكائنات المفترسة بالفرائس، ما يؤدي إلى تغير الموطن. وحيث أن هذه التغيرات يمكن أن تحدث على امتداد فترة طويلة من الصيد عند مستويات غير مستدامة، لا يتم التنبّه أحياناً إلى أن التغير الحاصل في الموطن مفتعل، ولن يحصل ذلك حتى يتم إقرار المنطقة محمية بحرية فتعود إليها ولأسماك الكبيرة ويُستعاد التوازن. على سبيل المثال، عند إقامة محمية بحرية في مساحة تتكوّن بنسبة خمسين في المائة من الصخور التي احتلتها قنافذ البحر (التوتياء)، استعاد الحيد الصخري غطاءه من الأعشاب البحرية ما إن عادت تجمعات الأسماك الكبيرة وجراد البحر (التي تتغذى على قنفذ البحر).

» معلومات عجيبه عن عالم البحار و المحيطات????